منتدى الاحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الاحباب

مرحباً بالاحباب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
+2
Admin
النور الاسلامى
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 13, 2006 4:01 pm

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم


إن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم معين لا ينضب ، فوائد لا تنقطع ، درر مضيئة ، حكم نفيسة ، سيرة عطرة ، أحوال وأفعال ، عطاءات وتضحيات ، قيادة وإدارة ، تفاؤل وتسماح ، بر وصدق ، رحمة وسكينة.
وصلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
إن المتتبع لسيرة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والسابر لأغوار هذه الشخصية العظيمة يكتشف إضاءات قوية تضيء للإنسان حياته في جميع المجالات ، بحيث يرى صور في غاية الروعة ، ويعيش الموقف بكافة تفاصيله وألوانه ، ويشعر بأحاسيسه، ويسمع الأحاديث الشريفة وكأنه يسمعها للوهلة الأولى لعظمتها وقوة بيانها.
فهذه السيرة العظيمة تصلح لكل زمان ومكان، وتصلح لكل الجوانب الروحانية، والاجتماعية، والمالية، والنفسية، وغيرها من الجوانب الشاملة لحياة الإنسان.
فتزود _ أخي رعاك الله _ من هذا المعين المستمر والمليء بالحيوية وقوة التأثير لتنعم بالحياة الطيبة والآمنة في الدنيا والآخرة ، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97

وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

ان شاء الله ستكون سيرة الرسول كاملة فصل بعد فصل حتى تتشرف النفوس بلاطلاع عليها لاننا لو علمنا سيرة نبينا ما تركنا الغرب يسب فى رسولنا كلا ان كرامة الرسول صلى الله علية وسلم محفوظة وقبرة محفوظ الى يوم يرث الله الارض ومن عليها ولكن لنعيد كرامتنا نحن المسلمين .


عدل سابقا من قبل في الأحد أكتوبر 15, 2006 12:35 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 172
تاريخ التسجيل : 12/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 13, 2006 4:28 pm

يا ريت يا محمد لو تقدر تجمع سيره المصطفى صلى الله عليه وسلم
وتحطها فى توبيك خاص وتعملها حلقات يا ريت تقدر تعمل كدا هكون عمل عظيم يفيدنا جميعا ان شاء الله
وانا واثق انك سوف تعملها وانا هثبت الموضوع دا علشان يكون خاص بكدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://belshawy.editboard.com
محمد الأهلاوي
الاداره
الاداره



عدد الرسائل : 271
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 14, 2006 4:46 am

صح كده هو ده الكلام المظبوط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:06 am

ان شاء الله

انا سوف ايحث بكل جهدى
وشكرا على الرد الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: البيت العتيق ( الدرس الاول )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:16 am

البيت العتيق

كانت مكة عندما أتي إليها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام مع ابنه إسماعيل وأمه هاجر ، أرضا قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ، حيث ترك إبراهيم عليه السلام ، زوجته هاجر مع وليدها إسماعيل في تلك الأرض القاحلة ، استجابة لأمر الله عز وجل ، وفارقهما ودموع الحزن تذرف من عينه ، حيث التجأ إلى مكان لا يرونه فيه قائلا

ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 1

جلست هاجر مع وليدها إسماعيل ، ترضعه وتشرب مما بقي من الماء ، حتى إذا نفد ، عطشت وعطش ابنها ، فجعلت تسعى بين الصفا والمروة {2} علها تجد أحدا وفعلت ذلك سبع مرات عادت بعدها يائسة حزينة كئيبة ، وهي ترى ابنها يذوي كوردة ندية لكن الله عز وجل أغاثها وأغاث ابنها ، عندما انفجر نبع ماء بالقرب منها ، فجعلت تزم الماء {3} وتحوضه ، فشربت وشرب ابنها ، وأرسل الله عز وجل قوما {4} يأنسون إليها وتأنس إليهم ، إلى أن شب إسماعيل عليه السلام ، وتزوج من هؤلاء القوم بامرأتين ، الأولى: كانت عاقة ، فأمره أبوه إبراهيم عليه السلام أن يطلقها بعد أن زراه وأطمأن على أحواله ، والثانية كانت بارة وفية مخلصة ، فأمره أبوه أن يحافظ عليها وبوحى من الله عز وجل ، بنى إبراهيم عليه السلام وإسماعيل البيت العتيق فكان أول مسجد وضع للناس ببكة ، يعبدون الله عز وجل فيه ، ويطوفون حوله ، ويسعون بين الصفا والمروة ، ووقف إبراهيم عليه السلام ، بعد أن تم بناء البيت ، يدعو ربه قائلا

وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمه مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم 5

واستجاب الله عز وجل لدعاء إبراهيم عليه السلام ، فبعث في أهل مكة نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، رسول الرحمة ، ختم به أنبياءه ورسله ، وأكمل له الدين ما لم يؤت أحدا قبله وعمت دعوته أهل الأرض ، على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ، وكان هذا لفضله عليه الصلاة والسلام ، ولشرفه في نفسه وقومه ، وشرف أرضه التي بعث بها ، وفصاحة لغته ولطفه ورحمته ، وكريم أصله وعظيم مولده وقدره


--------------------------------------------------------------------------------

الآية 37 من سورة إبراهيم 1
الصفا والمروة: جبلان مرتفعان 2
ولذلك سمي بنبع زمزم 3
هم الجراهمة وكانوا من العرب 4
الآيات 127-129 من سورة البقرة 5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: عام الفيل ( الدرس الثانى )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:21 am





عام الفيل




أستبد أبرهة الحبشي ، بأمارة اليمين ونصب نفسه أميرا عليها ، بعد أن عصى أوامر ملكه النجاشي ، ملك الحبشة الذي كان يدين بالنصرانية . وأراد أبرهة أن يرضي النجاشي ليصفح عنه زلته ، فبنى كنيسة فائقة الحسن والجال ، لم ير مثلها في يومها ، وكتب أبرهة إلى النجاشي يعلمه: أني بنيت لك كنيسة ، ولن تهدأ نفسي ، ويستقر حالي ، حتى أصرف أنظار العرب عن الحج إلى البيت العتيق ، إلى الحج لكنيسة "القليس" {1} ولما علم العرب بنوايا أبرهة غضبوا ، فدفعت الحمية رجلا من كنانة ، فخرج حتى أتى الكنيسة وأحدث {2} فيها . ثم أخبر أبرهة بما فعل العربي فغضب غضبا شديدا وقال: والله لأسيرن إلى البيت العتيق حتى أهدمه ثم أمر قواده وجنوده أن يتهيؤوا ، استعدادا لهدم البيت العتيق ، وسار أبرهة في مقدمة الجيش الكبير الذي يتقدمه فيل ضخم ، ولما سمعت العرب بذلك ورأت هذا الجيش الجرار الذي يتقدمه فيل ، هابوا {3} لقاءه ، وفزعوا من مرأى الفيل ، إلا أنهم رأوا أن جهاده حق عليهم ، عندما سمعوا بأن أبرهة يريد هدم كعبتهم ، بيت الله الحرام ، لكن محاولات العرب في صد أبرهة ، باءت بالفشل ، إذ انتصر عليهم ، وبات الطريق أمامه مفتوحا إلى مكة المكرمة ، وما إن وصل إلى مشارفها ، حتى بعث من أتى له بأموال وبعير أهل قريش ، وكان منها مئتا بعير لعبد المطلب بن هاشم ، جد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان إذ ذاك سيد قريش وزعيمها وبعث أبرهة رسولا إلى عبد المطلب ، ليخبره أنه لم يأت لحرب قريش ، إنما جاء لهدم الكعبة فإن أراد عبد المطلب الحرب ، فالويل له ، وإن لم يرد ذلك فليأت إليه وأعلم عبد المطلب هذا الرسول ، أن قريشا لا تريد الحرب ، وأنها لا طاقة لها على القتال ، فهذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فللبيت رب يحميه وانطلق عبد المطلب إلى أبرهة حيث استقبله استقبالا حافلا وأجلسه إلى جانبه ثم سأله أن يطلب ما يشاء . فقال عبد المطلب حاجتي أيها الملك ، أن ترد علي البعير التي أخذتها . فقال أبرهة متعجبا: والله إنك قد أعجبتي حين رأيتك ، فلما كلمتني بشأن البعير ، انتقصت من قدرك ، أتكلمني بمئتي بعير ، وتترك البيت الذي هو دين آبائك وأجدادك ؟ فقال عبد المطلب: إني أنا رب الإبل ، أما البيت فله رب سيمنعك عنه ، ثم عاد عبد المطلب إلى قومه ، وأمرهم بالخروج إلى شعاب {4} مكة وجبالها وفي الصباح توجه أبرهة إلى مكة ، يريد هدم البيت ، لكن الفيل الذي كان يتقدم الجيش ، أحجم عن التقدم رغم ضربه ونهره ، فإن وجهوه نحو اليمين هرول، وإن وجهوه نحو الكعبة أحجم وتراجع ، عندئذ لقي ابرهة وجيشه جزاءه العادل ، عندما أرسل الله عز وجل طيورا ، تحمل في أرجلها حجارة صغيرة ، لا تصيب أحدا منهم إلا هلك فولى الجيش هاربا ، لا يلوى على شيء ، أما أبرهة فقد أصيب بالحجارة ، وما إن وصل إلى اليمن حتى فارق الحياة ، وقد ذكر الله عز وجل هذه الحادثة في القرآن الكريم إذ قال




ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل *ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول 6












القليس: هي الكنيسة التى بناها أبرهة وأراد أن يصرف أنظار العرب إليها ، وسميت كذلك لارتفاعها وعلو بنائها

1

أحدث: أي بال ، أو تغوط

2

هابوا: خافوا

3

شعاب: مفردها شعب وهو الوادي

4

أبابيل: جماعات

5

كعصف مأكول: ورق الشجر عندما تأكله الحيوانات ثم ترميه، وهذه الآيات الخمس تمام سورة الفيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: عبادة الأوثان ( الدرس الثالث )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:25 am

عبادة الأوثان




ضاقت مكة بأبناء إسماعيل عليه السلام وذريته ، فالتمسوا الرزق في بلاد أخرى ، فكان واحدهم لا يرحل عن مكة ، إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما له ، فإذا ما استقروا ، وضعوا هذا الحجر فطافوا حوله كطوافهم حول الكعبة ، حتى إذا مرت السنون ، عبدوا ما أعجبهم من هذه الحجارة واستبدلوا بدين إسماعيل عليه السلام ، عبادة هذه الأوثان ، فصاروا أشبه بالأمم السابقة ، وما هم عليه من الضلال والشرك بالله عز وجل ، فإذا طافوا حول الكعبة ، وحدوا الله بالتلبية ثم أدخلوا معه أصنامهم ، يقول الله عز وجل واصفا حالهم




وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 1




ثم إن بعض الرجال ، يدعى- عمرو بن لحي - خرج من مكة إلى بلاد الشام في تجارة له ، فوجد هناك أقواما يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها ، فنستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ، فقال له: ألا تعطوني صنما ، فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه ؟ فأعطوه صنما يقال له: هبل فكان هذا الرجل ، أول من غير دين إسماعيل عليه السلام وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه {2} في النار " ومن بين الأصنام التي عبدوها - العزى - وكان لقريش وبني كنانة ، وكانت أعظمها عندهم ، يزورونها ويهدون لها ، ويقتربون لها بالذبائح ومنها - اللات - وكانت لثقيف بالطائف وهي عبارة عن صخرة مربعة ومنها أيضا - مناة - وكانت للأوس والخزرج ، ومن دان بدينهم من أهل يثرب وغيرها من هذه الأصنام التي صنعوها بأيديهم ، ثم عبدوها ، ألا ساء ما يعبدون ، واعتقدوا أنها تجلب الخير وتمنع الشر ، ولذلك كانوا يتمسحون بها ويتبركون ، حتى إذا بعث الله رسوله محمدا ، صلى الله عليه وآله وسلم ، برسالة التوحيد استنكروا ذلك ، فقال تعالى في وصفهم




أجعل الآلهة إلها واحدا ، إن هذا لشيء عجاب 3










الآية 106 من سورة يوسف

1

قصبه: أمعاءه

2

الآية 5 من سورة ص

3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: قريش وخدمة البيت ( الدرس الرابع )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:29 am





قريش وخدمة البيت




كان القرشيون يولون البيت العتيق اهتماما كبيرا ، وقد استطاع رجل منهم وهو قصي بن كلاب أن يحتكر أمر مكة والعناية بها ، لا بل تملك على قومه فملكوه ، فكانت إليه الحجابة {1} والسقاية {2} والرفادة {3} والندوة {4} واللواء {5} ، فحاز شرف مكة التي قطعها أرباعا بين قومه فأنزل كل قوم من قريش ، منازلهم من مكة ولكن قصي بن كلاب هلك ومات ، فاختلف القرشيون فيما بينهم حول أمور خدمة البيت ، لمن تكون الرفادة والسقاية ؟ ولمن تكون الحجابة والندوة واللواء ؟ وطمع بعضهم في أن تكون أمور الكعبة والبيت كلها في حوزته واشتد الخلاف بين القرشيين وكادت تقع حرب طاحنة فيما بينهم ، لولا أن تداعى القوم إلى الصلح ، فاتفقوا على أن يعطوا بني عبد مناف: السقاية والرفادة ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار ، وكانوا بني عبد مناف قد دخلوا في حلف يسمى: حلف المطيبين ، وذلك أنهم غمسوا أيديهم جميعا ، في إناء مملوء بالطيب ، ثم تعاقدوا وتحالفوا ، أما بنو عبد الدار فقد دخلوا في حلف الأحلاف ، وذلك لأنهم عقدوا مع حلفائهم عند الكعبة ، حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا لكن أهم حلف عقده القرشيون قبل الإسلام ، كان حلف الفضول ، إذ تداعت قبائل من قريش إلى حلف ، يعقدونه في دار عبد الله بن جدعان ، فاجتمعوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما ، إلا نصروه وقاموا معه ، وفي هذا الحلف يقول رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم




لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حافا ما أحب أن لي به حمر النعم {6} ولو أدعى به في الإسلام لأجبت




ثم إن الرفادة والسقاية ، انتقلت إلى زعيم من زعماء قريش وهو: هاشم بن عبد مناف ، الذي يعتبر أول من سن الرحلتين لقريش: رحلتي الشتاء والصيف ، وأول من أطعم الثريد بمكة ، وعندما مات هاشم بن عبد مناف ، تولى السقاية والرفادة ، المطلب بن عبد مناف ، الذي كان ذا شرف في قومه وفضل ، وكان هاشم بن عبد مناف ، قد ولد له ولدا سماه: شبية ، وهو الذي أطلق عليه فيما بعد اسم: عبد المطلب والذي عاش في كنف ورعاية عمه المطلب




عبد المطلب وبئر زمزم




أمر عبد المطلب وهو نائم أن يحفر بئر زمزم ، وذلك أن الجراهمة عندما خرجوا من مكة ، دفنوها ، وفي ذلك قال على بن أبي طالب ، كرم الله وجهه ، يحدث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر {7} إذ أتاني آت فقال: احفر طيبة {8} قلت: وما الطيبة ؟ قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال: احفر برة {9} قلت: وما برة ؟ قال: ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال: احفر المضنونة {10} قلت: وما المضنونة ؟ قال ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال: احفر زمزم ثم مضى عبد المطلب مع ابنه الحارث ، إلى المكان الذي عين له حاملا معوله ، فحفر فيها ، فلما بدا لعبد المطلب الطي {11} ، كبر فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا ، فأشركنا معك فيها فقال: ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، وبقي أمر السقاية بيد عبد المطلب ، جد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم










الحجابة: أن تكون مفاتيح البيت عند قصي فلا يدخله أحد إلا بإذنه

1

السقاية: تقديم ماء زمزم للحجاج

2

الرفادة: إطعام الحجيج

3

الندوة: الاجتماع للمشورة والرأي في دار الندوة

4

اللواء: أي الراية التي لا يحملها إلا قوم مخصصون

5

أي لا أحب نقضه وإن دفع لي حمر النعم

6

الحجر: هو جزء من الكعبة

7

قبل لزمزم طيبة لأنها للطيبين والطيبات من ولد إبراهيم

8

قيل لها برة: لأنها فاضت على الأبرار ، وغاضت عن الكفار

9

قيل لها المضنونة: من الضن وهو المنع ، لأنها ضن بها على غير المؤمنين
10

الطي: الحجارة التي طوي بها البئر أي ردم

11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: نذر عبد المطلب ( الدرس الخامس )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:32 am

نذر عبد المطلب




رزق عبد المطلب بن هاشم ، بعشرة ذكور ، وست إناث فأما الذكور فهم: العباس وحمزة ، وعبد الله ، وأبو طالب وأسمه عبد مناف والزبير ، وهو أكبر أعمام النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، والحارث ، وحجل ، والمقوم ، وضرار ، وأبو لهب {1} واسمه عبد العزى وأما الإناث فهن: صفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، وبرة وكان عبد المطلب بن هاشم ، قد نذر ، حين لقي ما لقي من قريش عند حفر زمزم ، لئن رزقه الله بعشرة ذكور ، ثم كبروا وبلغوا معه حتى يذودوا {2} عنه ، ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة ، فلما بلغ عددهم عشرة ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ، ودعاهم إلى الوفاء لله ، فأطاعوه ، وقالوا: امض يا أبانا إلى ما نذرت له ، ولكن ماذا نصنع ؟ وأينا ستختار ليكون الذبيح ؟ فقال عبد المطلب: ليأخذ كل رجل منكم قدحا {3} ، ثم يكتب فيه اسمه ، ثم ائتوني ففعلوا ما أمرهم به والدهم ، فدخل بهم على هبل {4} ، في جوف الكعبة ، وكان هبل على بئر في جوف الكعبة ، وهي البئر التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة ثم دخل عبد المطلب على صاحب القداح وقال له بعد أن أخبره بنذره الذي نذر : اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه ، فلما أخذ صاحب القداح ، القداح ليضرب بها ، قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله ، ألا يخرج القدح ، على عبد الله ، لأنه كان أصغر بنيه ، وأحبهم إليه ، ثم ضرب صاحب القدح ، فخرج القدح على عبد الله ، فأخذه عند المطلب بيده وأخذ معه سكينا ، ثم ذهب به إلى إساف ونائلة {5} ليذبحه ، فمنعته قريش وقالوا له: والله لن تذبحه ، لئن فعلت هذا ، لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه ، ولكن إن كان فداؤه بأموالنا فديناه ، عندئذ لجؤوا إلى القداح ، كعادتهم قبل أن يفعلوا أي شيء ، فقربوا عبد الله وعشرا من الإبل {6} ، ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله ، فزادوا عشرا من الإبل ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبد الله ، فزادوا عشرا من الإبل ، ثم ضربوا ، فخرج القدح على عبد الله ، فزادوا عشرا من الإبل إلى أن بلغت الإبل مئة ، ثم ضربوا فخرج القدح على اللإبل فقالت قريش: قد انتهى رضا ربك يا عبد الله




زواج عبد الله




فرح عبد المطلب بنجاة ابنه عبد الله ، فخرج آخذا بيده ، إلى أن مر بوهب بن عبد مناف بن زوهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا ، وكان له بنت اسمها آمنة ، فخطبها عبد المطلب لابنه عبد الله ، وهى يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وشرفا ، فكان زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ، أعظم زواج في تاريخ البشرية ، لأنه أنجب خير البشرية جمعاء ، محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أوسط قومه نسبا ، وأعظمهم شرفا من قبل أبيه وأمه ، صلى الله عليه وآله وسلم












أبو لهب كنى بذلك لإشراق وجهه

1

يذودوا: من ذاد أي دافع

2

قدحا قطعة من خشب ، كانوا يكتبون عليها نعم أو لا ثم يضربون بها

3

هبل: أحد أصنام المشركين

4

إساف ونائلة: صنمان من أصنام المشركين وكانا قرب زمزم ، ينحرون عندهما

5

بناء على مشورة عرافة تدعى سجاح أو قطبة

6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: فجر الهدى ( الدرس السادس )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 12:50 am

فجر الهدى




بعد أن تم زواج عبد الله بن عبد المطلب ، من آمنة بنت وهب ، حملت آمنة بعد أشهر من زواجها ، بأشرف الخلق ، وخير الناس ، وقد حصل لها بعد حملها ، أمور عجيبة ، وها هى آمنة ، أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحدثنا فتقول: أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقيل لي: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا ولد فقولي: أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ، ولم يكن هذا الاسم معروفا في الجاهلية ، إلا أن ثلاثة من الرجال ، عزموا على تسمية أولادهم بهذا الاسم المبارك ، عندما سمعوا بقرب ولادة الرسول المنتظر ، طمعا بأن يكون أحدهم النبي المبعوث




ولادة خاتم الأنبياء




ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأثنين ، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفي العام الذي غزا فيه أبرهة الأشرم مكة ، يريد هدم بيتها المعظم ، والذي سمي بعام الفيل ، وكان أهل الكتاب من يهود ونصارى ، يعلمون بقرب ولادة الرسول الذي بشر به ، ولذلك يقول حسان بن ثابت ، رضي الله عنه : والله إني لغلام يفعه {1} ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل {2} كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطعمة {3} بيثرب : يا معشر اليهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له : ويلك مالك ؟ قال طلع الليل نجم أحمد الذي ولد به وكانت أمه عندما حملت به صلى الله عليه وآله وسلم قد رأت نورا خرج منها ، رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام ، فأرسلت إلى جده عبد المطلب وكان ابوه صلى الله عليه وآله وسلم ، قد مات ، وأم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حامل به ، فلما حضر جده ، قالت آمنة : إنه ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن تسميه فرح عبد المطلب بحفيده ، فقام فضمه إلى صدره وسماه محمدا ، وأخذه فدخل به الكعبة ، فقام يدعو الله ، ويشكر له ما أعطاه ، ثم طلب له المرضعات ، كي يرضعنه ، جريا على عادة اتبعها العرب في إرسال أولادهم إلى البادية ، ليكتسبوا القوة والفصاحة والمنعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلام يفعة: قوي ، طال قده

1

أعقل: أعي وأفهم

2

أطمة: الحصن

3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: حليمة السعدية ( الدرس السابع )   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 1:00 am





حليمة السعدية




استرضع عبد المطلب ، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، امرأة من بني سعد بن بكر ، يقال لها: حليمة ابنه أبي ذؤيب ، وهو عبد الله بن الحارث أما والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في الرضاعة ، فهو: الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وحذافة بنت الحارث ، المعروفة بالشيماء ولنترك الآن حليمة السعدية ، تروي لنا ما أصابها وقومها من الخير ، بعد تسلمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تقول حليمة: خرجت من بلدي مع زوجي ، وابن لي صغير ، نلتمس الرضعاء ، في سنة شهباء {1} ، لم تبق لنا شيئا ، ومعنا شارف {2} لنا ، والله ما تبض {3} بقطرة ، وما ننام ليلنا من صبينا الذي معنا ، من بكائه من الجوع ، وما في ثديي ما يشبعه ، وما في الشارف ما يغذيه حتى وصلنا إلى مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتأباه ، إذا قيل لها: إنه يتيم ، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول: يتيم !! وما عسى أن تصنع أمه وجده ! فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا إلا أنا فلما نوينا الانطلاق قلت لزوجي




[size=9]والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ، ولم آخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فقال زوجي: لا عليك أن تفعلي ، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة فذهبت حليمة إلى ذلك اليتيم صلى الله عليه وآله وسلم فأخذته ، وما حملها على أخذه إلا أنها لم تجد غيره وتقول حليمة السعدية: فلما أخذته ، رجعت إلى رحلي ، فلما وضعته في حجري ، أقبل عليه ثديي بما شاء من لبن {4} ، فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه {5} حتى روي ، ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا ، فإذا إنها لحافل {6} ، فحلب منها ما شرب ، وشربت معه حتى شبعنا ، فبتنا بخير ليلة ، إلى أن أصبحنا ، فقال زوجي: اعلمي يا حليمة ، لقد أخذتنا نسمة مباركة ، ثم ركبت حماري ، وحملت اليتيم معي ، فأسرع الحمار حتى إنني سبقت صواحبي كلهن ، إلى أن وصلنا إلى منازلنا من بلاد بني سعد ، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب {7} منها فكانت غنمي تعود ، حين قدمنا به معنا شباعا ، قد امتلأ ضرعها لبنا ، فنحلب ونشرب ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم أسرحوا بأغنامكم ، حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب ، فتعود أغنامهم جياعا لا تحلب قطرة لبن ، وتعود أغنامي شباعا ، تدر لبنا كثيرا ، ولم تزل البركة والخير ، تحفان بناحتى مضت سنتان ، عندئذ فصلته {8} ، وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنيه ، حتى كان غلاما جفرا {9} ، صلى الله عليه وآله وسلم وتقول حليمة السعدية: فعدت به إلى أمه صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أحرص شيء على بقائه فينا ، لما كنا نرى من بركته ، ولم أزل أكلم أمه في أن تبقيه عندي ، حتى رضيت فرجعنا به ، وبعد أشهر ، أتانا أخوه يشتد {10} فقال لي ولأبيه: ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه ، فشقا بطنه ، فخرجت أنا وأبوه نحوه ، فوجدناه قائما منتفعا {11} وجهه ، فأحطناه وقلنا له: مالك يا بني قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاني وشقا بطني ، فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو وتقول حليمة السعدية: قال لي أبوه {12} : يا حليمة ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب ، فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به فأحتمله ، فقدمت به على أمه فقالت: ما الذي جاء بك يا حليمة ، وقد كنت حريصة عليه ، وعلى بقائه عندك فقلت قد أديت واجبي ، وتخوفت الأحداث ، فأعدته إليك كما تحبين ، فقالت آمنة: ما هذا شأنك ، فاصدقيني خبرك ، فأخبرتها ، فقالت أفتخوفت عليه الشيطان ؟ والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني لشأن ، فقد رأيت حين حملت به ، أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصري من أرض الشام ، ثم حملت به ، فوا لله ما رأيت من حمل قط كان أخف عليه ولا أيسر منه ، ووقع حين ولدته ، وإنه لواضع يديه بالأرض ، رافع رأسه إلى السماء ، دعيه عنك وانطلقي راشدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنة شهباء: قاحلة أو مجدبة

1

شارف: الناقة المسنة

2

ما تبض: ما ترشح بشيء ، أي لا حليب فيها

3

اللبن: الحليب

4

أخوه: أي في الرضاعة

5

لحافل: أي في ضرعيها امتلأ اللبن

6

أجدب: أرض جدباء أي فقراء لا نبات فيها ولا ماء

7

فصلته: أي فطمته

8

جفرا: غليظا شديدا

9

يشتد: يسرع

10

منتفعا وجهه: أي متغيرا

11

أبوه: أي من الرضاعة

12

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عموش
وسط مدافع
وسط مدافع



عدد الرسائل : 144
تاريخ التسجيل : 12/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 1:41 am

الله ينور جامد قوى

ياريت متهملش وتكمل السيرة
وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ekrami sallam
مشرف عام
مشرف عام



عدد الرسائل : 309
تاريخ التسجيل : 12/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 3:52 pm

الله عليك مجهود طيب جزاك الله عنه كل خير

يا ريت تدلنا علي مراجعك القيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:45 pm

حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم

بعد عودة حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى ديار بني سعد بأشهر، بعث الله تعالى مَلَكين لشق صدره الشريف وتطهيره، فوجداه صلى الله عليه وسلم مع أخيه من الرضاع خلف البيوت، فأضجعاه وشقا صدره الشريف وطهراه من حظ الشيطان، وكان ذلك الشق بدون مدية ولا آلة بل كان بحالة من خوارق العادة ، ثم أطبقاه، فذهب ذلك الأخ إلى أمه حليمة وأبلغها الخبر، فخرجت إليه هي وزوجها فوجداه صلى الله عليه وسلم منتقع اللون من آثار الروع ، فالتزمته حليمة والتزمه زوجها حتى ذهب عنه الروع ، فقص عليهما القصة كما أخبرهما أخوه. وقد أحدثت هذه الحادثة عند حليمة وزوجها خوفاً عليه، ومما زادها خوفاً أن جماعة من نصارى الحبش كانوا رأوه معها فطلبوه منها ليذهبوا به إلى ملكهم، فخشيت عليه من بقائه عندها، فعادت به صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأخبرتها الخبر، وتركته عندها مع ما كانت عليه من الحرص على بقائه معها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:52 pm

وفاة أمه صلى الله عليه وسلم وكفالة جده وعمه له
بعد أن عادت حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم إلى أمه - وكان إذ ذاك في السنة الرابعة من عمره الشريف - بقى مع أمه وجده عبد المطلب بن هاشم بمكة في حفظ الله تعالى، ينبته الله نباتاً حسناً ، ثم سافرت به أمه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة لزيارة أخواله هناك من بني عدى بن النجار ، فتوفيت وهي راجعة به من المدينة إلى مكة بجهة (الأبواء) بالقرب من المدينة ودفنت هناك، فقامت به إلى مكة حاضنته أم أيمن وقد بلغ من العمر يومئذ ست سنين، ولما وصلت إلى مكة كفله جده عبد المطلب بن هاشم، وحن إليه حناناً زائداً وعطف عليه عطفاً بليغاً، حتى توفي عبد المطلب وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين.
وكان جده عبد المطلب يوصي به عمه أبا طالب -الذي هو الأخ الشقيق لأبيه- فلما مات عبد المطلب كان صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب يشب على محاسن الأخلاق، متباعداً عن صغائر الأمور التي يشتغل بها الصبيان عادة ، وقد بارك الله تعالى لأبي طالب في الرزق مدة وجوده صلى الله عليه وسلم في كفالته وفي وسط عياله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:53 pm

سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام
لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة ، ولما وصلوا بصرى وهي أول بلاد الشام من جهة بلاد العرب قابلهم بها راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) – كان يقيم في صومعة له هناك – فسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم وحادثه عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث أبو طالب في رحلته هذه طويلاً بل عاد به إلى مكة حين فرغ من تجارته، وبقى صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال، محفوظاً من معايب أخلاق الجاهلية، شهماً شجاعاً حتى إنه حضر مع أعمامه حرب (الفجار) و (حلف الفضول)، وسنه إذ ذاك عشرون سنة.
أما (الفجار) فهي حرب كانت بين قبيلة كنانة ومعها حليفتها قريش وبين قبيلة قيس، وقد ابتدأت هذه الحرب فيما بين مكة والطائف ووصلت إلى الكعبة، فاستحلت حرمات هذا البيت الذي كان مقدساً عند العرب ولذلك سميت حرب (الفجار).
وأما (حلف الفضول) كان عقب هذه الحرب، وهو تعاقد بطون قريش على أن ينصروا كل من يجدونه مظلوماً بمكة سواء كان من أهلها أو من غير أهلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:56 pm

رحلته إلى الشام مرة ثانية في تجارة لخديجة بنت خويلد
كان طريق الكسب في قريش هي التجارة، وكانت خديجة بنت خويلد من بني أسد بن عبد العزى بن قصي سيدة ذات مال، تتاجر في مالها بطريق المضاربة مع من تثق بهم من الرجال ، فلما سمعت بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه حتى اشتهر بين قومه باسم (الأمين) بعثت إليه، وعرضت عليه أن يسافر بمال لها إلى الشام وتعطيه من الربح أكثر مما كانت تعطى غيره، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسافر مع غلامها ( أى مملوكها) ميسرة فباع واشترى وعاد بربح عظيم.
وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيراً من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب هناك، فقال هذا الراهب لميسرة أنه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظللاً من حر الشمس وهو يسير على بعير بدون أن تكون معه مظلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:56 pm

زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد
لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة الحازمة اللبيبة، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك، وقد خاطبته بابن العم على عادة العرب من تخاطب الأقرباء من جهة الأبوة بابن العم، حيث يجتمع أصولهما في (قصي) فإنها من بني أسد بن عبد العزى بن قصي، وكانت خديجة قد ذكرت ما سمعت من غلامها ميسرة لابن عمها ورقة بن نوفل -من المتتبعين للكتب والأخبار- فكان يقول لها: يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كان لهذه الأمة نبي يُنتظر، هذا زمانه.
وكانت خديجة مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه فوافقوه على زواجه صلى الله عليه وسلم، بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما ، وتولاه عنها عمها (عمرو بن أسد)، كما تولاه عن النبي صلى الله عليه وسلم عمه (أبو طالب) ، وكان صداقها عشرين بِكْرة ، وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة وسنه صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة ، ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضى الله عنها، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم برجل اسمه (هند)، ولدت منه ولداً اسمه (هالة)، فكان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمة للعالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 4:58 pm

شهوده صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة
الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض للعبادة، وقد بناها سيدنا إبراهيم الخليل مع ولده سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ثم جُدد بناؤها من بعده ثلاث مرات، وكان بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة.
ويقال أن أول من بناها سيدنا آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام، وقد وصلوا في نقض أنقاضها إلى أساس سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ويقال أنهم وجدوا هناك صحافا منقوشا فيها كثير من الحكم تذكرة للمتأخرين، وقد تحرى أشراف قريش أن تكون نفقة بنائها من طيب أموالهم؛ فكانوا لا يدخلون في نفقتها مهر بغى ولا مال ربا، ولما ضاقت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام أخرجوا منها الحجر، وبنوا عليه جدارا قصيراً علامة على أنه منها.
وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، اتفق أن نزل سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها -على ما كانت عليه من الضعف بسبب حريق أصابها من قبل، فاجتمعت قبائل قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعاً، وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على أعناقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحمل الحجارة وينقلها الى مكان البناء، مع عمه العباس رضى الله عنه.
بنيت الكعبة حينئذ بارتفاع ثماني عشر ذراعا، بحيث يزيد عن أصله تسعة أذرع، وقد رفع الباب بحيث لايصعد إليه إلا بدَرَج. و لما تم بناء الكعبةوأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه، اختلف أشرافهم فيمن يضعه، وظلوا مختلفين أربعة أيام، فأشار عليهم أبو أمية الوليد بن المغيرة - وهو أكبرهم سنا - بأن يحكِّموا بينهم من يرضون بحكمه، فاتفقوا على أن يكون الحكم لأول قادم من باب الصفا. فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته وحكمته وصدقه وإخلاصه للحق، وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى وصلوا به إلى موضعه؛ فوضعه فيه بيده صلى الله عليه وسلم، وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدى إلى الحرب والقتال فيما بينهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:07 pm





اشتغاله صلى الله عليه وسلم برعي الغنم


ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل ويأكل من عمل يده، فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم، ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى الله عليه وسلم رعاية المسلمين وقيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة.
فان كثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لم يعرفوا عن حرفة الرعي شيئا، وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان.
لكن يمكن القول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجوم المتلألئة في الليل، والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:09 pm





اشتغاله صلى الله عليه وسلم بالتجارة


وزاول محمد مهنة التجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبى طالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علامات النبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه.
وعلى الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة، لأن محمد صلى الله عليه وسلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلك في الغار.
وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانها لا شخص صاحبها، وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا، فعودته الصبر وتحمل المشاقة وفتحت عينية على أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة، ومر في الطريق الذهاب والعودة على أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عن أخبارهم الكثير.
ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة او بالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همه واكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيرا وتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:10 pm





حرب الفجار


وشارك محمد مكة الدفاع عن مدينتهم في حرب الفجار بين قريش وهوازن والتي استمر أربع سنوات كان عمر محمد في بدايتها خمسة عاما وسببها أن النعمان بن المنذر أراد يعين قائدا لقافلة تجارية من الحيرة إلى سوق عكاظ فعرض كل من البراض الكتاني وعروة الهوازنى نفسه فاختار النعمان عروة فقتله البراض، وسمعت قريش وهى من كنانة الخبر وأدركت أن (هوازن) قبيلة عروة لابد أنها ستثأر لرجلها.
ووقع القتال بين الفريقين وكان في الأشهر الحرم وتراجعت قريش حتى دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب في العالم القادم وظلت هذه الحرب تجدد طوال أربع سنوات في انعقاد سوق عكاظ، ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على أن تدفع قريش دية من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم وهو الفجار الرابع في تاريخ مكة.
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنة قال في حرب الفجار: كنت أنبل على أعمامي (أي أجمع نبل عدوهم اذا رموهم بها) وقال في حديث آخر: قد حضرتها (حرب الفجار) مع عمومتي ورميت فيها بأسهم وما أحب أنى لم أكن فعلت.
ولذلك اختلف المؤرخين في كيفية مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل بجمع النبل؟ أم بالرمي؟ ويبدوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم مارس العملين، فإن الحرب استمرت أربعة أعوام، كان عمر الرسول في بدايتها خمسة عشر عاما وهى لا تمكنه من الرمي فساهم بجمع النبل، وفي نهايتها كان على أبواب العشرين ربيعا فتمكن أن يساهم يرمى النبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:19 pm

تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف، والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل.
وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وزكاء النفس. فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله.
فلذلك كانت نفسه الكريمة مجبولة على ما هو الحق، لا تعرف غيره، ولا تقبل سواه، فكان يأنف عن الباطل بطبعه ويألف الحق بسجيته، فلم يحكم عليه شيء من عادات قومه: لا في تحسين باطل ممقوت، ولا في تقبيح حق مقبول.
ولقد كانت تلك فطرة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي فُطر عليها قبل نبوته؛ كما كان ذلك شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: يفطرون على الإقبال على الله تعالى، وتنصرف هممهم وأنفسهم الزكية قبل نبوتهم عما يكون عليه أقوامهم من باطل العقائد وفاسد العادات والتعبدات.
نشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصاً لله تعالى، حنيفا لم يحم الشرك حول قلبه الكريم، فكان بأصل فطرته مبغضاً لهذه الأوثان، نافراً من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها، وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد.
وكان يطوف بالكعبة ويحج كما كان الناس يحجون اتباعاً لملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ولم يثبت من طريق صحيح التزامه التعبد على شريعة أحد من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين.
والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلى في غار حراء من كل سنة شهر(وكان يوافق ذلك شهر رمضان)، يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته (وروى أنه كان يتزود الكعك والزيت، وكان كلما فرغ زاده رجع الى أهله فتزود وعاد)، وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعاً أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته.
ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة كما سيجيء، ويقال أن جده عبد المطلب كان يتعبد في حراء، ثم تبعه في ذلك من كان يتعبد منهم كورقة بن نوفل وأبي أمية بن العزى.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين.
وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أى أنها تتحقق في اليقظة مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:23 pm

بدء الوحي
لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين.
فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، ) وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل. فقال له: اقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ (لأنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لم يتعلم القراءة)، فغطه جبريل عليه السلام في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.
ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أي اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)، فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة رضي الله عنها بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثم ذهبت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموس؛ أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله تعالى على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.
ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه له؛ لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب.
فترة الوحي وعودته
بعد هذه الحادثة فتر الوحي وانقطع مدة لا تقل عن أربعين يوما، اشتدّ فيها شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي وشقّ عليه تأخره عنه، وخاف من انقطاع هذه النعمة الكبرى: نعمة رسالته عليه الصلاة والسلام بين الله عز وجل وبين عباده ليهديهم إلى صراطه المستقيم.
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشى في أفنية مكة إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بغار حراء وهو جبريل عليه السلام، فعاد إليه الرعب الذي لحقه في بدء الوحي فرجع إلى أهله وقال: دَثِّرونى دَثِّرونى (التدثير بمعنى: التزميل السابق بيانه).
فأوحى الله تعالى إليه:
يـَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرْ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلاَتَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ.
فأنذر: حذر الناس من عذاب الله إذا لم يفردوه بالعبادة. فكبر: أي عظِّمْ ربك وخُصَّه بالتعظيم والإجلال. فطهر: أي حافظ على الطهارة والنظافة من الأقذار والأنجاس. والرجز فاهجر: أي اترك المآثم والذنوب. ولا تمنن تستكثر: أي لا تتبع عطاياك وهباتك بالطمع في أخذ الزيادة ممن تعطيه. ولربك فاصبر: أي اصبر على ما يلحقك من الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام ابتغاء وجه ربك.
فكان ذلك مبدأ الأمر له صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام وبعد ذلك تتابع الوحي ولم ينقطع.
كيفية الوحي
للوحي طرق متنوعة وقد عرفت أن من مبادئه الرؤيا الصادقة، فرؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي من قبيل الوحي.
ومن طرق الوحي أن يأتي الملك إلى النبي متمثلا بصورة رجل، فيخاطب النبي حتى يأخذ عنه ما يقوله له ويوحي به إليه، وفي هذه الحالة لا مانع من أن يراه الناس أيضا، كما حصل في كثير من أحوال الوحي لنبينا عليه الصلاة والسلام.
ومن طرق الوحي أيضاً أن يأتي الملك في صورته الأصلية التي خلقه الله تعالى عليها، ويراه النبي كذلك فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه، ولم يحصل هذا لنبينا عليه الصلاة والسلام إلا قليلا.
ومن طرق الوحي أيضاً أن يلقى الملك في روع (أي ذهن) النبي وقلبه ما يوحي به الله إليه، من غير أن يرى له صورة، وقد حصلت هذه الكيفية أيضاً لنبينا صلى الله عليه وسلم.
وأحيانا كان يأتي الملك مخاطباً للنبي بصوت وكلام مثل صلصلة الجرس (أي صوته)، وهذه الحالة من أشد أحوال الوحي على النبي، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوحي بهذه الكيفية يعرق حتى يسيل العرق من جبينه في اليوم الشديد البرد، وإذا أتاه وهو راكب تبرك به ناقته.
وقد يكون الوحي بكلام الله تعالى للنبي بدون واسطة الملك، بل من وراء حجاب، كما حصل ليلة الإسراء لنبينا صلى الله عليه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النور الاسلامى
مشرف
مشرف
النور الاسلامى


عدد الرسائل : 165
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 13/10/2006

نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم   نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2006 5:25 pm

الدعوة إلى الإسلام سرا
على إثر عودة الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترته، قام عليه الصلاة والسلام بأمر الدعوة إلى ما أمره الله تعالى به من إرشاد الثقلين: الإنس والجن جميعا إلى توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة دون سواه من الأصنام والمخلوقات، وأرشد الله تعالى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن يبدأ بالدعوة سراَّ؛ فكان يدعو إلى الإسلام من يطمئن إليه ويثق به من أهله وعشيرته الأقربين ومن يليهم من قومه، واستمر على ذلك ثلاث سنين مثابراً على الدعوة إلى الله تعالى خفية، حتى آمن به أفراد قلائل كانوا يقيمون صلاتهم ويؤدون ما أمروا به من شعائر الدين، مستخفين عمن سواهم لا يظهرون بذلك في مجامع قريش؛ بل كان الواحد منهم يختفي بعبادته عن أهله وولده.
ولما بلغ عددهم نحو الثلاثين، وكان من اللازم اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لإرشادهم وتعليمهم، اختار لهم عليه الصلاة والسلام داراً فسيحة لأحدهم، وهي دار الأرقم بن الأرقم، فكانوا يجتمعون فيها، واستمروا على ذلك يزيد عددهم قليلا قليلا حتى أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة.






الدعوة السرية -الفردية


بعد أن نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ} بدأ رسول الله يدعو سرا كل من وثق فيه إلى عبادة الله وكان أول من أسلم من النساء زوجته خديجة التي وقفت بجانبه تصدقه وتأمن روعه وتهون عليه أمر الناس وكان أول من أسلم من الصبيان على بن أبي طالب، ومن الموالى زيد بن حارثة، ومن الرجال أبو بكر الصديق الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه كبوة إلا أبى بكر).
وبدأ أبو بكر يدعو من وثق به إلى الإسلام فأسلم على يديه الكثير من الأحرار والعبيد منهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وطلحة بن عبيد الله وبدأ المسلمون يدخلون أفرادا في دين الله ويحلو لكثير من المؤرخين القول بأن الإسلام في بدايته لم يجذب إليه إلا العبيد والفقراء ومن لا شأن لهم فى قريش.
أما عن أنهم عبيد فقائمة ابن هشام التى جاءت في عشر صفحات والمتضمنة لأسماء المسلمين في الدعوة السرية لا تجد فيها غير عشرة من الموالى والحلفاء من بين ثلاثة وخمسين شخصا.
اما عن أنهم من الفقراء ومن لا شأن لهم في قريش فدونك بعض أسماء السابقين فى الإسلام، والحكم لك على مقدار ما كان لهم من نفوذ وثروة فخديجة بنت خويلد رضى الله عنها أول من أسلم على الإطلاق كان لها من المال والتجارة ما يجعلها تنافس أكبر تجارة قريش ويكفى ذكر اسمها ليدل على عظم ثروتها.
أما أبو بكر فكان أول الرجال إسلاما وكان صاحب تجارة واسعة ومال كثير وكان من رؤساء قريش فى الجاهلية وأهل مشورتهم وكان إليه أمر الديات والغرم فى الجاهلية وما يقضى به فى ذلك الشأن كانت قريش تعمل به وتنفذه، وبلغ رأس ماله فى الجاهلية أربعين ألف درهم أنفقها كلها في عتق رقاب العبيد المسلمين.
أما عثمان بن عفان فكان أكثر قريش مالا وأوسعهم تجارة وكانت تجارته إلي الشام تحمل فوق ما يزيد عن مائة بعير وكان إليه ولاية أيتام أهل بيته وإعانة فقيرهم وبارك الله له في ماله فجهز في الإسلام جيشا كاملا على نفقته الخاصة هو جيش العسرة.
أما طلحة بن عبيد الله فكان في تجارة رابحة ومال كثير وكانت تجارته تخرج إلى أسواق الشام والعراق ومن السابقين إلى الإسلام أيضا الزبير بن العوام، وسعد بن أبى وقاص- أبو عبيده بن الجراح أبوسلمة المخزومى والأرقم بن أبى الأرقم وصيب الرومي وخالد بن سعيد وسليط بن عمر، وعمير أبى وقاص وكثير غيرهم كانوا في ثروة واسعة أو على الأقل كانوا يحيون حياة كريمة في مجتمعهم.
وفات هؤلاء المؤرخين أن يفهموا طبيعة الدعوة الإسلامية التي إذا مست شغاف القلب تعلق بها صاحبه لا فرق بين غنى وفقير أو حر وعبد وكان السابقون يتلقون تعاليم دينهم سرا من نبيهم وِِِإذا أرادوا ممارسة شعائرهم خرجوا إلى شعاب مكة بيعداً عن أعين قريش، ولما زاد عددهم اختار لهم رسول الله دار الأرقم ابن الأرقم ليجتمعوا بها.
وظلت الدعوة السرية حوالي ثلاث سنوات أسلم فيها حسب رواية ابن هشام ثلاثة وخمسين شخصا بينهم عشر نساء.
ومن حسن طالع المسلمين في هذه الفترة أن أسلم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة ولقب بأسد قريش رجع يوما من صيده فعلم أن أبا جهل أعترض محمد ابن أخيه وآذاه وشتمه وسب دينه فغضب وذهب إلى أبى جهل فضربه بقوسه ضربة شديدة شجت رآسه وقال: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك على إن استطعت.
فقام رجال من قريش لينصروا أبا جهل فقال لهم: دعوا أبا عمارة (يعنى حمزة) فأنى والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا، وأسرع حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اشهد أنك الصادق، فاظهر يا ابن أخي دينك فو الله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأنى على ديني الأول، وكان إسلام حمزة فاتحة خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرفت قريش أن محمد قد عز وامتنع بإسلام حمزة فكفوا عن سبه، وكان حمزة ممن أعز الله بهم الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نهر لا ينضب من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاحباب :: المنتديات الاسلاميه :: الرسول الكريم (احاديث, سيره ,معجزات)-
انتقل الى: