ودفع الزمالك المبلغ بالكامل واتفق مع اللاعب ودياً علي دفعها ولكه نسي أو تناسي مسئولوه ومجلس الإدارة السابق أن يحول الاتفاق لعقد رسمي ليعود اللاعب ويهرب منه ويرفض تنفيذه متمسكاً بأنه لا يعرف شيئاً عنه.
ورحل المجلس السابق بقيادة الدكتور كمال درويش وجاء المجلس المنحل، وتولي المسئولية مجلس ثالث معين وجد المشكلة أمامه وتفجر اللغم تحت قدميه بشكل قوي لأن إبراهيم زادت قوته وعاد لفورمته الطبيعية بعدما تألق في بطولة الأمم الأفريقية، وشارك المنتخب في نهائيات كأس الأم الأفريقية وإنجاز الفوز بالكأس القارية واللقب للمرة الخامسة.
ووسط كل هذه القوة للاعب، فإن مجلس الإدارة المعين لا يريد أن يفرط في سمعته الإدارية ويضحي بقوته ويخضع للمدافع أو يستجيب للضغوط في وقت يعتبر ما يحدث محاولة للي ذراعه وابتزازه وإصراراً من اللاعب علي أن يجبرهم علي الخضوع له، فما يحدث بمثابة معركة استعراض قوة بين الطرفين.
وكالعادة، فإن إبراهيم سعيد كان صاحب الرصاصة الأولي في المعركة فهو الذي أطلقها وهو الذي ينتظر نتيجتها، وهو أيضاً الذي أشعل الشرارة الأولي لنيران عريضة وكبيرة تنذر بحريق ضخم عندما فاجأ الجهاز الفني للزمالك بقيادة البرتغالي كاجودا بإصراره علي عدم الاشتراك في مباراة الإسماعيلي التي أقيمت الثلاثاء الماضي في الأسبوع »19« لمسابقة الدوري العام التي انتهت بفوزه 1/2 بدونه وفي ظل غيابه.
مفاجأة إبراهيم سعيد فجرها قبل المباراة بيومين عندما اشتكي من إصابته في الركبة برشح وتمسك بأنه يعاني من آلام الإصابة، ووقع الطبيب الكشف الطبي عليه ولكنه لم يحسم الأمر وطلب ضرورة إجراء اللاعب لأشعة ليهرب من أداء المواجهة علي أمل أن يتأثر الفريق بغيابه فيعرف الجميع حجم قدراته وإمكاناته وقوته بالفريق.
والأمل الذي راود إبراهيم سعيد ليس مجرد استنتاجات وإنما طبقاً لنص كلامه الذي قاله لأحد المقربين منه عندما تحدث معه قائلاً بالحرف (بأنه هايشتغل للزمالك في الأزرق الفترة الجاية لو نفذوا كلامهم وخصموا منه مبلغ الغرامة التي دفعها النادي للأهلي عند انتقاله للفريق، لأنه لن يتبقي له شيء).
وواصل إبراهيم سعيد كلامه لأحد المقربين له (إنه سينفذ ما يقوله حتي لو وصل العناد به لحد مقاضاة النادي ولن يتنازل عن بنود عقده)، مما يعطي أدلة قاطعة بأن غياب إبراهيم سعيد عن مباراة الإسماعيلي لم يكن أكثر من بداية لمرحلة عناده مع الزمالك، بالإضافة إلي تضارب تشخيص الجهاز الطبي للإصابة ما بين رشح في الركبة، وما بين الإصابة بخشونة في الركبة، ثم انتهاء كل شيء بمجرد عودته للتدريب والمشاركة فيه.
وسيناريو الصدام يسير في طريقه في ظل تمسك عصام بهيج عضو مجلس الإدارة بضرورة سداد إبراهيم سعيد للغرامة علي اعتبار أنها مخالفة مالية صريحة، والمجلس المعين جاء من أجل إزالة المخالفات المالية وتصحيحها بالكامل، والمبلغ تم دفعه لاتحاد الكرة الذي قام بتحويله لحساب الأهلي، علي اعتبار أنه سلفة ولابد من استردادها وخصمها من مستحقات اللاعب حتي في حالة رحيله.
درويش يدفع الثمن
والصدام بهذا الشكل وتمسك كل طرف بموقفه يؤدي لنتيجة واحدة لا مفر منها وحتمية لا يمكن الفرار منها، تتمثل في أن الدكتور كمال درويش رئيس النادي الأسبق سيدفع الثمن بالكامل لأن المخالفة حدثت في عهده وهناك قرار لمجلس الإدارة بأن يتحمل النادي النصف، واللاعب النصف الآخر.
ولكن لم يتم تنفيذه وتطبيقه ليرصد الجهاز المركزي المخالفة، خاصة أن الزمالك من الأساس ليس له دخل في الغرامة ولم يرتكب اللاعب تصرفاته السيئة وسلوكياته الخارجة عندما كان يلعب في الزمالك، وإنما في فترة سابقة عندما كان يلعب في الأهلي، فما المبرر أن يتحملها ويدفعها بالكامل.
وهذه المخالفة تحديداً لا يريد أن يتهاون فيها أحد في ظل ضخامة المبلغ وعدم إمكانية إزالتها أو تبريرها لتصبح واحدة من المخالفات التي يتم تحويلها لنيابة الأموال العامة ليسأل عنها المجلس الأسبق برئاسة الدكتور كمال درويش، والتحويل سيكون طبقاً لقرار مزدوج من مجلس الإدارة والجهاز المركزي للمحاسبات.
أما إذا لم يتم تحويلها لنيابة الأموال العامة، فإنه لن يأتي إلا بطريقة واحدة وهي أن يقوم مجلس الإدارة بخصم الغرامة بالكامل من اللاعب وتجميد مستحقاته المالية لحين سدادها وهو ما يرفضه اللاعب بشكل تام ومطلق مهما كانت العواقب.
رد فعل عنيف
ولن يسكت إبراهيم سعيد إذا تمسك المجلس بتصحيح وإزالة المخالفة بالقوة ورغماً عن أنفه لأنه قرر أن يكون له رد فعل عنيف يتمثل في المطالبة بفسخ عقده والتقدم بشكوي رسمية لاتحاد الكرة يطالب فيها ببطلان العقد استناداً إلي عدم وفاء النادي بمستحقاته المالية ودفعها له.
والشكوي ستتجاوز حدود اتحاد الكرة لتصل إلي (الفيفا) الذي سيطالب بتحكيم اتحاد الكرة استناداً إلي عقده وطالما أن عقده لا ينص بشكل صريح ومحدد علي خصم مبلغ الغرامة، فإن الزمالك سيتم إجباره علي سداد المبلغ ليتحمل مجلس إدارة الزمالك الأسبق تبعات الأزمة بالكامل بعيداً عن اللاعب الذي سيخرج فائزاً لا محالة من المشكلة في كل الأحوال.
الافتراض الصعب
والحالة الوحيدة التي سيخسر فيها إبراهيم سعيد تتمثل في افتراض صعب، ومن المستحيل حدوثه يتعلق باتحاد الكرة فقد ينحاز إلي الزمالك علي حساب اللاعب مثلما فعل في سوابق كثيرة مع اختلاف وحيد يتعلق بأن إبراهيم ليس مثل السابقين فلا هو أجنبي سيرضي بالأمر الواقع ولا لاعباً لا يمتلك صوتاً يستطيع أن يحدث به ضجيجاً ويصنع من خلاله الكثير من الصخب ويفجر ألغاماً متعددة، خاصة أن إمكانية التحايل عليه لن تكون سهلة ميسورة.
وما يملكه إبراهيم سعيد من قوة وقدرة علي الدفاع عن حقوقه سيجعل من الصعب أن ينحاز اتحاد الكرة علي حسابه وهو ما يجعل قدرته علي فسخ العقد كبيرة جداً، وإمكانية هروبه من سداد قيمة الغرامة هي الأرجح والأعلي في كل الأحوال لأن القانون لا يعترف بالإهمال ولا بالاتفاقيات الودية لحل الخلافات والنزاعات والأزمات بين كل طرفين مختلفين.
الورقة الضائعة
ورغم أن إبراهيم سعيد لا يتضمن عقده الرسمي مع الزمالك ما ينص علي تسديده للغرامة الموقعة عليه، فإن هناك حقيقة أساسية غائبة عن الجميع تتمثل في أن اللاعب كان قد وقع علي إقرار قبل انضمامه إلي الزمالك وتوقيعه علي العقد، وحتي قبل اتخاذ اتحاد الكرة لقراره بتغريمه المبلغ الضخم وتسديده للأهلي كشرط للعب.
والإقرار كان ينص علي أن يتحمل إبراهيم سعيد كل الغرامات المالية وجميع العقوبات التي سيوقعها عليه اتحاد الكرة ويلتزم بأن يسددها وليس للزمالك علاقة بها علي الإطلاق.
ووقع اللاعب عليه ثم جري فيما بعد تخفيف الأمر علي اللاعب بأن اتخذ مجلس الإدارة قراراً بأن يتحمل نصف الغرامة ويدفع اللاعب نصفها الآخر وهو ما أحدث تقارباً كبيراً بينه وبين الدكتور كمال درويش استفز رئيس النادي المخلوع ودفعه للانقلاب عليه وانتقاده والهجوم عليه قبل أن تتبدل المصالح وتعود من جديد العلاقة الودية بينهما فور نجاحه في الانتخابات علي حساب الدكتور كمال درويش.
وغياب الإقرار الذي وقعه إبراهيم سعيد وإهماله في الأزمة رغم أنه كافٍ لإحداث تغيير جذري في موازين القوة بين الطرفين يطرح سؤالاً مهماً، هل هناك من يتآمر مع اللاعب ضد مصالح الزمالك نكاية في مجلس الإدارة المعين؟
البيع هو الحل
وكل الشواهد تؤكد أن الحل الوحيد لكل هذه الأزمة هي طرح إبراهيم سعيد للبيع والموافقة علي أي عرض يناله اللاعب في الفترة المقبلة علي أن يتم خصم قيمة الغرامة من مقابل بيعه بدلاً من أن يفاجأ الزمالك بأنه تسرب من بين يديه ورحل دون مقابل وبقرار من مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي يملك فسخ العقد إذا تم خصم الغرامة من اللاعب دون سند قانوني.
فتش عن الأهلي
وأخيراً، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا تفجرت أزمة إبراهيم سعيد في الزمالك الآن.. هل لها علاقة بالأهلي؟ وأغلب الظن أن الإجابة نعم لأن إبراهيم سعيد يؤكد لكل المقربين منه أن علاقته بناديه السابق تحسنت كثيراً، وعاد الود المفقود بينه وبين لاعبيه الكبار بعدما زاملهم في المنتخب الوطني لأسابيع طويلة.
ويؤكد إبراهيم سعيد لكل المقربين منه أن هناك اتصالات يجريها معه الأهلي ليعود لصفوفه من جديد ولكن ليس بشكل مباشر وإنما بعد موسم انتقالي يقضيه كمحترف في أوروبا!
هذا ما يدعيه المدافع ويردده في دائرة المقربين منه فهل يريده الأهلي بالفعل أم أن الهدف الآن تشتيته والإطاحة بتركيزه ومنع الزمالك من إمكانية الاستفادة منه بعدما وصل إلي فورمة عالية وجيدة خوفاً من أن يكرر سيناريو نجاح حسام حسن في الزمالك!